جرائم التجويع وفيلم “الحصاد المر” أكاذيب فاشية – جروفر فِر

10 03 2017

* مقدمة :-

تلك الدراسة ترجمة لمقال بنفس العنوان للبروفيسور الإنجليزي د / جروفر فِر، حول ما إصطُلِح عليه بالعربية “مجاعة أوكرايينا”.

 

* ملاحظة المؤلف :-

( في هذا المقال إعتمدت بشكل كبير على الدلائل التي إستشهد بها بحث مارك توجر من جامعة فرجينيا الغربية، لقد قضى توجر حياته المهنية في دراسة المجاعات والزراعة الروسية والسوفيتية، إن له صيت عالمي في ذلك الموضوع وهو مكروه من القوميين الأوكرايينين وأعداء الشيوعية بشكل عام لأن أبحاثه تدمر أكاذيبهم. )

 

الفيلم الأوكراييني القومي “الحصاد المر” يعظم من أكاذيب تم إختراعها من قِبَل الفاشيين الأوكرايينين، وفي مراجعة لويس برويكت يعظم تلك الأكاذيب.

 

إستشهد برويكت بمقال جيف كوبلن عام 1988 في صوت القرية بعنوان “البحث في الإبادة الجماعية السوفيتية : 55 عام على المجاعة تغذي اليمين”.

 

في هذا المقال يوضح كوبلن أن التيار القائد المضاد للشيوعية في الغرب القائم على دراسة التاريخ السوفيتي رفض أي رأي حول تعمد المجاعة التي إستهدفت الأوكرايينين وإنهم ما زالوا يرفضونه، وفشل برويكت في قول تلك الحقيقة.

 

– كان هناك العديد من المجاعات الخطيرة في الإتحاد السوفييتي بما فيها أوكرايينا، وليس فقط مجاعة أوكرايينا عام 1932 – 1933، ولكن ليس هناك أي دليل على “جرائم التجويع” أو “مجاعة متعمدة” وليس هناك أي دليل اليوم على ذلك.

 

رواية “جرائم التجويع أو Holodomor” تم إختراعها بواسطة الأوكرايينين المتعاونين مع النازية الذين وجدوا الملجأ في أوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة بعد الحرب.

 

أوائل التقارير كانت بواسطة يوري شوماتسكي بعنوان “لماذا محرقة جماعية أسوأ من الأخرى !؟”، والذي نُشِر في أستراليا عام 1986 بواسطة قدامي المحاربين من متمردي الجيش الأوكراييني، وهذا العمل طال أيضاً الهجوم على اليهود باعتبارهم موالين جداً للشيوعية.

 

مراجعة برويكت أدامت الأكاذيب الآتية بشأن التجميع الزراعي السوفييتي ومجاعة 1932 – 1933:-

1 – إن جزء رئيسي من الفلاحين الفقراء عارضوا التجميع الزراعي لأنه كان في نظرهم “قنانة بوجه آخر”.

2 – إن سياسة التجميع القسرية هي التي تسببت في المجاعة. (ولكن في الواقع كان للمجاعة أسباب بيئية)

3 – ستالين تسبب في المجاعة عن عمد.

4 – كانت المجاعة تهدف إلى تدمير القومية الأوكرايينية.

5 – ستالين والحكومة السوفيتية قامت بإيقاف سياسة “الأكرنة Ukrainization” وتعني تشجيع اللغة والثقافة الأوكرايينية.

 

إن أيٍ من تلك الإدعاءات ليس صحيحاً بالمرة، وليس أيٍ منها مدعومٍ بدليلٍ ما، إنها ببساطة مؤكدة من قِبَل مصادر القوميين الأوكرايينين لتبرير تحالفهم مع النازية ومشاركتهم في الإبادة الجماعية لليهود “الهولوكوست اليهودي” وإبادة الأوكرايينين البولنديين “مذابح فولهاينيَن” عام 1943 – 1944، وجرائمهم ضد اليهود والشيوعيين والعديد من الفلاحين الفقراء الأوكرايينين بعد الحرب.

 

إن هدفهم النهائي أن يساووا الشيوعية بالنازية – الشيوعية محظورة الآن في أوكرايينا الديمقراطية !! – لقد وضعوا الإتحاد السوفييتي مع ألمانيا النازية وستالين مع هتلر.

 

* التجميع الزراعي – الحقيقة :-

عانت روسيا وأوكرايينا مجاعات خطيرة كل عدة سنوات لأكثر من ألف عام ( مجاعة عام 1917 التي صاحبت الثورة وتفاقمت عام 1918 حتى عام 1920، ومجاعة أخرى تسمى خطأً بـ “مجاعة الفولجا” ضربت أعوام 1920 – 1921. كان هناك مجاعات عام 1924 وتكررت أعوام 1928 – 1929 والأخيرة كانت بشكل حاد في أوكرايينا السوفيتية ).

 

كل تلك المجاعات كان لها أسباب بيئية. طريقة الزراعة كانت كما في القرون الوسطى من قِبَل الفلاحين، وذلك جعل من الزراعة الفعالة أمراً مستحيلاً وجعل من المجاعات أمراً محتماً.

 

القادة السوفييت ومن بينهم ستالين قرروا أن الحل الوحيد هو تنظيم الزراعة على أسس مزارع كبيرة لها طبع المصانع كما في الغرب الأوسط من أمريكا والتي إتُخِذَت كنموذج.

 

حينما ظهر أن “السوفوخوزات” أو المزارع السوفيتية تعمل بشكل جيد قرر القادة السوفييت التجميع الزراعي .

 

– علي عكس الدعاية المضادة للشيوعية, أغلب الفلاحين قَبِلوا بسياسة التجميع وكانت المقاومة متواضعة وكانت الأفعال من المتمردين الصريحين نادرة. بحلول عام 1932 كان قد تم تجميع الزراعة السوفيتية بما فيها أوكرايينا السوفيتية بشكل كبير.

 

عام 1932 أُصيبت الزراعة السوفيتية بكوارث بيئية متزامنة ( الجفاف في بعض المناطق، الأمطار الغزيرة في مناطق أخرى، الإصابة بأمراض صدأ الحبوب والسناج “أمراض نباتية تسببها الفطريات”، غزو الحشرات والفئران وإهمال التخلص من الأعشاب الضارة لأن الفلاحين أصبحوا ضعفاء ) كل ما سبق أدى إلى تقليل الإنتاج.

 

رد فعل الحكومة السوفيتية تغير لأن منظور فشل المحاصيل أصبح واضحاً أثناء الخريف والشتاء عام 1932. لقد إعتقدوا بدايةً أن خطأ الإدارة والأعمال التخريبية هي السبب الرئيسي في قلة المحاصيل ولذلك عزلت الحكومة العديد من قادة الحزب وقادة المزارع الجماعية _لا يوجد دليل على إعدام أيٍ منهم كما حدث مع مايكولا في الفيلم_. في بدايات فبراير 1933 بدأت الحكومة السوفيتية بتقديم مساعدات ضخمة من الحبوب للمناطق التي ضربتها المجاعة.

 

لقد نظمت السلطة السوفيتية مداهمات على مزراع الفلاحين لمصادرة الحبوب الزائدة لإطعام المدن التي لا تنتج طعامها بنفسها وكذلك لإيقاف التربح لأنه في أوقات المجاعة يمكن أن تباع المحاصيل بأضعاف ثمنها. في أوقات المجاعة لا يمكن أن يُسمح بالسوق الحرة للحبوب لأن ذلك سيؤدي إلى ترك الفقراء يموتون جوعاً، كما كان يحدث بسبب ممارسات النظام القيصري _قبل الثورة_.

 

نظمت السلطة السوفيتية أقسام سياسية لمساعدة الفلاحين في العمل الزراعي، واستخلص توجر أن “الحقيقة أن محصول 1933 كان أكبر بكثير من عامي 1931 – 1932، وهذا يعني ببساطة أن الأقسام السياسية في ربوع البلاد ساعدت على عمل المزارع بشكل أفضل”.

 

المحصول الجيد عام 1933 تم بواسطة تعداد أصغر من الناس حيث توفي الكثير أثناء المجاعة أو أصبحوا مرضى أو ضعفاء وبعضهم نزح إلى مناطق أخرى أو إلى المدن، وهذا يعكس أن المجاعة لم تكن بسبب التجميع الزراعي أو التدخل الحكومي أو مقاومة الفلاحين ولكن بسبب ظروف بيئية لم تعد موجودة عام 1933.

 

سياسة التجميع الزراعي كانت إصلاحاً حقيقياً وخطوة للأمام في تثوير الزراعة السوفيتية. كان لا يزال هناك سنين عديدة من الحصاد السئ، كذلك لم يتغير مناخ الإتحاد السوفييتي ولكن كل الشكر لسياسة التجميع الزراعي لأنه ورغم ذلك كان هناك فقط مجاعة مدمرة في الإتحاد السوفييتي عام 1946 – 1947 ( الدارس الحديث لتلك المجاعة ستيفن ويت كروفت إستنتج أن تلك المجاعة كانت لأسباب بيئية بجانب إضطرابات الحرب ).

 

* إدعاءات برويكت الخاطئة :-

يكرر برويكت بشكل غير نقدي ودون كفاءة النسخة التاريخية التي تخدم الفاشيين الأوكرايينين.

  • لم يكن هناك “آلة قتل ستالينية”
  • لم يتم إعدام أو تطهير ممثلي الحزب الرسميين
  • لم يتم إجبار الملايين من الفلاحين الأوكرايينين على قبول سياسة التجميع الزراعي ( إستخلص توجر أن أغلب الفلاحين وافق على المزارع الجماعية وعمل فيها بشكل جيد )
  • برويكت يقبل إدعاءات القوميين الأوكرايينين حول موت 3 إلى 5 مليون شخص، وهذا خطأ

 

بعض الأوكرايينين القوميين ذكر رقم من 7 إلى 10 مليون ضحية لكي يساووا أو يجعلوا عدد الضحايا يزيد عن عد الهولوكوست اليهودي الذي يقدر بـ 6 مليون. مصطلح Holodomor نفسه مشتق من كلمتي Holod بمعنى الجوع، و Mor وهي من الكلمة البولندية Mord وتعني القتل أو الجريمة، وتم إستحداث هذا المصطلح ليحاكي صوتياً “هولو – كوست Holocaust“.

 

الدراسات الحديثة لضحايا المجاعة بواسطة جاك فالين وفرانس مِسلي وسيرجي آدامتس وسيري بيرزُكوف تقدر عد الضحايا بـ 2.6 مليون شخص في دراسة بعنوان “تقدير جديد لأعداد الضحايا الأوكرايينين أثناء أزمة الثلاثينيات والأربعينيات”.

 

– جيف كوبلن ليس “أحد أعضاء إتحاد التجارة الكندي” ولكنه كاتب وصحفي نيويوركي، وكتاب دوجلاس توتِل الأخير “التزوير والمجاعة والفاشية” هو إستجابة منطقية لكتاب روبرت كونكست “حصاد المآسي”، وكُتِبَ أيضاً كما كتاب كونكست قبل طوفان المصادر الأساسية من الأرشيف السوفييتي الرسمي التي ظهرت منذ إنهيار الإتحاد السوفييتي، ولذلك فهو ببساطة منتهي الصلاحية.

 

– جملة والتر ديورَنتي حول الأومليت والبيض لم تُقَل دفاعاً عن ستالين كما يدعي برويكت ولكن قيلت في نقد سياسة الحكومة السوفيتية :-

( لا يمكنك صنع أومليت دون كسر البيض، والقادة البلاشفة ليسوا مختلفين في توجههم نحو الإشتراكية عن أي جنرال في الحرب العالمية الذي يأمر بهجوم مُكلِف لإظهار تفوقه. في الحقيقة البلاشفة ليسوا مختلفين لأنهم يتحركون بقناعات متعصبة ) جريدة نيويورك تايمز 31 مارس 1933.

 

وهذا دليل واضح على أن برويكت ببساطة نسخ تلك الإشاعات من المصادر القومية الأوكرايينية، أو بتعبير “القمامة في الداخل القمامة في الخارج” ليس إلا.

 

– آندريه جراسيوسي الذي يقتبس منه برويكت ليس مندوباً عن الزراعة السوفييتية عام 1932 – 1933 ولكنه شخص أيديولوجي معادي للشيوعية ويقبل أي إدعاءات كاذبة ضد الشيوعية. ما إقتبسه برويكت كان من الدراسات الأوكرايينية في جامعة هارفارد، وجريدة تُمَول وتُحَرر بواسطة الأوكرايينين القوميين وتخلو من الأبحاث الموضوعية.

 

– يشير برويكت إلى مرسومين سريين في ديسمبر 1932 من المكتب السياسي السوفييتي والذين لم يتم قرائتهما بوضوح. هَذان المرسومان أوقفا سياسة الأكرنة خارج أوكرايينا السوفيتية. في نطاق أوكرايينا السوفييتية إستمرت سياسة الأكرنة بلا إنقطاع، إنها لم تنتهي كما يرى برويكت.

 

– لم يذكر برويكت أي دليل على سياسة سوفييتية لتدمير الأمة الأوكرايينية وخاصةً الإنتلجنسيا، لأنه ليس هناك مثل تلك السياسات من الأساس.

 

* إنتصار الإشتراكية :-

التجميع الزراعي السوفييتي أحد أعظم مفاخر الإصلاح الإشتراكي في القرن العشرين إن لم يكن أعظمها على الإطلاق، ويصنف مع الثورة الخضراء ومعجزة الأرز والتحكم بالمياه في الصين والولايات المتحدة. ولو أُعطِيَت جائزة نوبل للإنجازات الشيوعية فسوف تكون سياسة التجميع الزراعية السوفييتية من أكبر المنافسين.

 

* الحقيقة التاريخية حول الإتحاد السوفييتي غير مستساغة، ليس فقط لهؤلاء المتعاونين مع النازيين ولكن لأعداء الشيوعية من مختلف الإتجاهات. العديد ممن يحسبون أنفسهم على اليسار مثل الإشتراكيين الديمقراطيين والتروتسكيين يكررون أكاذيب علنية للفاشيست ومناصري الرأسمالية من الكُتّاب.

ولكن الدارسين الموضوعيين للتاريخ السوفييتي مثل توجر عازمين على قول الحقيقة، حتى إذا كانت تلك الحقيقة غير شائعة أو نادرة جداً ومغمورة أو مُتَجاهَلة من قِبَل كورال أعداء الشيوعية المزيفين للحقائق.

 

* المصدر :-

http://www.counterpunch.org/2017/03/03/the-holodomor-and-the-film-bitter-harvest-are-fascist-lies

 

 

الحزب الشيوعي الثوري – مصر

وحدة الترجمة

10 مارس 2017





100 سنة ثورة أكتوبر

12 01 2017

100-%d8%b3%d9%86%d8%a9-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%b4%d9%81%d9%8a%d8%a9

الرفيقات والرفاق الأعزاء

في هذا العام تحل علينا ذكرى عظيمة هي مرور مائة عام على ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى التي قام بها الحزب البلشفي (1) في روسيا، وقد كان لينين ورفاقه لهم اليد الطولى في هذه الثورة، ونحن بصدد الحديث عن هذه الذكرى العظيمة لا نريد أن نسرد فقط الأحداث التاريخية، ولكن علينا الإستفادة منها وتطويرها حسب الزمان والمكان والنضال من أجل قيام الإشتراكية في بلداننا، وفي ظل ذلك وجب علينا الإجابة عن عدة أسألة :-

هل كان ضرورياً قيام الإشتراكية في روسيا ؟

إن وجود شعب مضطهد من عمال وفلاحين أجراء وبلد غارق في الظلام والإستغلال، بل فوق هذا هو بلد محتل من أكثر من دولة، كان لابد من قيام الإشتراكية، لأنها الخلاص من كل هذا الظلم والفساد والإستغلال وكذلك الخلاص من الإحتلال، فبعد نضال مرير من الشعب الروسي على مدار عشرات السنين لم يجد سوى لينين ورفاقه والحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي “البلاشفة” كمعبر عن أحلامه وطموحاته وآماله في حياة كريمة خالية من الإستغلال والإستعباد والفقر والظلم والإستعمار، من هذا المنطلق إختار الشعب الروسي الإشتراكية في بناء إقتصاد مبني على الإنتاج من أجل الإشباع وليس من أجل الربح، هذا الإنتاج الذي تم بناءه على أساس الإشباع حول روسيا من دولة بلا محراث إلى دولة نووية عظمى، وهو الذي جعل الروس أول من يصل للفضاء، تحولت روسيا من دولة وشعب يؤمنون بالتخاريف والخزعبلات إلى دولة صناعية وزراعية كبرى وإلى دولة العلم والثقافة والفن والتكنولوجيا والحضارة، أصبحت روسيا تمتلك زمام الأمور بيديها ولديها إكتفاء ذاتي من مواردها الخام الطبيعية وذلك كله بفضل مواردها البشرية من شعبها المخلص والمحب للإشتراكية، بل إن قيام الإشتراكية في روسيا لم يرفع فقط من شأن روسيا والشعب الروسي وكافة القوميات المضطهدة من النظام القيصري السابق ولكن كان هو الداعم لكل المضطهدين والحركات الثورية والبلدان الساعية للإشتراكية وحركات التحرر الوطني، فقد خلقت الإشتراكية في روسيا عالم جديد مبني على توزان القوى بين البرجوازية الإمبريالية وبين الإشتراكية الوليدة في روسيا، بل وصل الأمر من عظمة الإشتراكية إلى دحر الفاشية الألمانية حتى وصلت إلى عقر دارها وهزمتها هزيمة نكراء، فلولا الإشتراكية في روسيا لكان العالم الآن يعيش تحت وطأة الفاشية الألمانية، وكذلك أدت لتصفية المستعمرات المباشرة عن بكرة أبيها وإنهاءها من العالم، فلقد حافظت الإشتراكية على بقاء هذا الكوكب من الدمار، ومن هنا نقول أن الإشتراكية كانت ضرورة تاريخية لإنقاذ البشرية بعامة وليس الشعب الروسي فقط.

الإشتراكية كنموذج أصبحت رمز لكل الشعوب من أجل الخلاص من إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان والخلاص من البرجوازية والإمبريالية والفاشية، فقد عاينت الشعوب وعرفت الفرق بين الإشتراكية والرأسمالية، أصبح النموذجان أمامهم، أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهما، أن يختاروا بين الفقر والجوع والمرض والبطالة والتخلف في البرجوازية أو أن يختاروا الحياة الكريمة والعادلة والرفاهية والعلم والتكنولوجيا والتقدم في الإشتراكية، ومثالاً على ذلك فقد حمت الإشتراكية شعوب الإتحاد السوفييتي من الأزمات البنيوية الدورية في النظام الرأسمالي وأوضح مثال هي أزمة الكساد الكبير حيث نجى منها الإتحاد السوفييتي بفضل الإشتراكية التي لا تعرف تلك الأزمات.

2 – تحليل لينين الصائب في قيام الإشتراكية في أضعف حلقات البرجوازية وليس في أقوى حلقاتها :-

بعد عدة دراسات وتنقيب بداخل الأنظمة البرجوازية وجد لينين نفسه أمام تحليل جديد يختلف عن تحليل ماركس لسقوط البرجوازية، فقد ذكر ماركس بأن البرجوازية ستسقط من أقوى حلقاتها في الدول الرأسمالية الكبرى بسبب تكدس السلع وهذا سيؤدي إلى غلق المصانع وتسريح العمال ولن يجد العمال أمامهم سوى الثورة وقيام الإشتراكية، ومن هنا إكتشف لينين بأن البرجوازية تطورت وأصبحت تصدر منتجاتها وسلعها الفائضة إلى دول أخرى لحل أزماتها في تكدس السلع، فقد أصبحت البرجوازية لا تصدر السلعة وحسب بل تصدر أيضاً أزماتها، ومن هنا جاء تحليل لينين بقانون جديد هو أن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، وبأن الرأسمالية لن تسقط من أقوى الحلقات حسب ماركس ولكنها ستسقط من أضعف حلقاتها، والتي تصدر إليها أزماتها، حيث أن تلك البلدان الصغيرة ستضطر لغلق مصانعها وتسريح عمالها لأنها أصبحت أسواق للبرجوازية الإمبريالية، وإنتقلت الأزمة من الدول البرجوازية الكبرى إلى تلك البلدان الصغيرة، ونتيجة لذلك فلن يجد العمال والمضطهدون في تلك البلدان سوى الثورة الإشتراكية كحل لأزماتهم ومن هنا تسقط الرأسمالية.

فكانت روسيا آنذاك من أضعف الحلقات بل أضعفها وذلك نتيجة لوجود الإستعمار ولأن البرجوازية الروسية عاجزة عن إستكمال مشروعها، بل هي برجوازية عميلة وفتحت أسواقها للمنتجات المستوردة، ومن هنا أصبحت الصناعة الروسية ضعيفة جداً، والعمال لم يجدوا قوت يومهم، وكانت الأزمة تطول أغلب الشعب الروسي، فكان لابد من طرح رؤى وحلول جديدة على الشعب الروسي من أجل الخلاص من الفقر والبطالة والإستغلال والإستعمار، فظهر لينين بتحليله الجديد وندائه للشعب الروسي للقيام بالثورة من أجل الإشتراكية وقيام حياة أفضل، فاقتنع به الشعب الروسي ونهض من سباته العميق، وكان أن أكد لينين على الدور الثوري للفلاحين وفي قيام الإشتراكية في روسيا.

وبدأ الشعب الروسي إرهاصات الثورة وهو ما أدى لقيام ثورة 1905 ، وبرغم هزيمتها نتيجة لعدم إكتمال صفوف الحزب وإلتحامه بالجماهير إلا أنها كانت تمثل تراكم وحدث مهم في تاريخ روسيا، وفي عام 1910 رفض لينين المشاركة في القيام بثورة أخرى بسبب أن هذا الصراع كان صراع برجوازري برجوازي ليس للشيوعيين فيه ولا الطبقة العاملة ناقة ولا جمل، ففضل لينين بناء الحزب وكوادره والتفاعل مع الطبقة العاملة والشعب الروسي المضطهد بكل فصائله حتى يتهيأ الظرفين الذاتي والموضوعي معاً، ومن هنا كانت أكتوبر 1917 هي اللحظة الحاسمة التي وصل فيها الشرط الذاتي والموضوعي معا إلى الإكتمال وكانت الثورة وبداية البلد الجديد الذي حقق لشعبه معنى كلمة العدالة والكرامة واقعاً معايشاً على الأرض وكأنهم يمسكونه بيديهم، وظهرت الإشتراكية كنموذج جديد يحتذي به كافة الشعوب ويضعونه منارة لهم وبوصلة من أجل الخلاص من الإستغلال والإستعباد والقهر والظلم، ومن أجل الخلاص من الرأسمالية.

3 – لماذا سقط النموذج الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي ؟

أولاً : لابد من توضيح هام، وهو أن ما سقط ليس هو الإشتراكية، ولا الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين، إن ما سقط وتم حله هو الإتحاد السوفييتي بقيادة التحريفيين والعملاء.

ثانياً : لماذا السقوط والإنهيار ؟

كانت الإشتراكية في الإتحاد السوفييتي تجربة وليدة على شعوب العالم ولم يسبقها تجربة إشتراكية بالمعنى العلمي، وكانت خبرات الرفاق لازالت محدودة آنذاك، وكانت روسيا في حرب مع عدة دول من الخارج بل وفي حرب مع عدة جبهات من الداخل، وكان لابد على الرفاق من الحفاظ على الثورة وروسيا الجديدة، إضافة إلى تسرب بعض العناصر الإنتهازية بداخل صفوف الحزب أثناء إنشغال الرفاق ببناء الإتحاد السوفييتي على أسس إشتراكية، بجانب خسارة الحزب لخيرة كوادره في الحرب الوطنية العظمى وكذلك الخسارة الفادحة للطبقة العاملة في تلك الحرب وتغول طبقة البرجوازية الوضيعة العسكرية على حساب البروليتاريا وتعطيل الصراع الطبقي نظراً لظروف الحرب الوطنية العظمى، وإغتيال الرفاق القادة وعلى رأسهم الرفيق القائد العظيم كيروف الذي إغتاله أحد التروتسكيين الذي كان لا يزال يحتفظ ببطاقة عضوية الحزب الشيوعي.

وبعد موت لينين كانت المؤامرات تحاك للنيل من الثورة وكانت هذه المؤامرات تأخذ شكل معارضة ستالين، وبرغم ذلك كان ستالين صلباً وكان على قدر المسئولية التي كلفها به لينين، ولكن ظلت تحاك تلك المؤامرات حتى تم في النهاية إغتيال الرفيق العظيم ستالين، وبعد موت ستالين بدأ الإنحراف اليميني يظهر على السطح بشكله الفج، وبدأت تظهر أفكار يمينية مثل التطور اللارأسمالي والطريق البرلماني وظهرت فكرة دول عدم الإنحياز، وكذلك ظهرت فكرة دولة الشعب كله على حساب ديكتاتورية البروليتاريا، وألغى الحزب في مؤتمره العشرين بقيادة التحريفي خروتشوف وبمساعدة طبقة البرجوازية الوضيعة الخطة الخمسية الخامسة التي وضعها الرفيق ستالين وكانت بمثابة بوابة العبور نحو الشيوعية، وبدأت الأفكار اليمينية تنتشر حول الحافز الفردي وظهور الأنا وتفشي الذاتية وتم إفساح المجال فكرياً أمام هذا التيار البرجوازي للقضاء على الإقتصاد الإشتراكي الجماعي لتمكين البرجوازية من السيطرة على الحزب وزمام الأمور في الإقتصاد، بل تم تنحية دور الحزب بعد ذلك نهائياً حتى قبل حل الإتحاد السوفييتي وظهرت البرجوازية الوضيعة في الصورة كحاكم لروسيا وبديل عن الإشتراكية، فكانت النتيجة إنهيار الإقتصاد السوفييتي في الصناعة والزراعة، بل وأصبحت روسيا الآن تعيش بالمعنى الحرفي على إرث الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين، وبعد السقوط أصبح العالم ذو قطبٍ واحد وأنفردت أمريكا بالقرار الدولي بالهيمنة والسيطرة والبلطجة على شعوب أشباه المستعمرات بل وعلى الدول الأوروبية نفسها، فمثلاً أخذت قرار ضرب العراق بقرارات من الأمم المتحدة غير صحيحة بأن العراق تحتوي نووي وخلافه، وكذلك ضرب أفغانستان، وظهرت على الساحة قوى بديلة هي صناعة أمريكية تسمى الإرهاب لخدمة الأطماع والهيمنة على مقدرات الشعوب في الشرق الأوسط وفي أشباه المستعمرات.

فلم تسقط الإشتراكية ولم يسقط الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين ولكن سقط التحريفيون وأفكارهم.

ولا زالت مأساة سقوط الإتحاد السوفييتي لها تأثيرها على كامل الكوكب، فوجود الإشتراكية كان يعني حصن أمان لكل الشعوب الفقيرة والمضطهدة.

4 – هل نحن في حاجة لنموذج إشتراكي لدعم نضال الأحزاب الشيوعية لقيام الإشتراكية في بلدانها ؟

بعد مرور 100 عام على الإشتراكية الوليدة في روسيا تمر علينا نفس الأوضاع البرجوازية والهيمنة على الشعوب والبلدان الفقيرة، في ظل الهيمنة الأمريكية والسيطرة على بلداننا وثرواتها فنحن بحاجة لظهور بلد إشتراكي يعيد توازن القوى الدولي لصالح المضطهَدين والمستغَلين والشعوب الفقيرة وإنهاء الإستعمار بكافة صوره والقضاء على البرجوازية الوضيعة.

إن أسباب التجربة الإشتراكية في 1917 هي نفسها الموجودة حالياً، بل ساءت الأمور أكثر في غياب الإتحاد السوفييتي، وقد كانت التجربة خير مثال على مجتمع تقدمي عادل به حياة كريمة لشعبه وضامن لشعوب أخرى، وها نحن الآن في حاجة لمثل هذا النموذج لأن البرجوازية الآن أصبحت غير منتجة للسلع الأساسية ونتيجة لرغبتها في تحقيق هدفها الأساسي وهو الربح أصبحت لا تنظر لأحد غير نفسها وأصبحت الآن تنتج الوهم وتخلت عن إنتاج السلع في نظير إنتاج الخدمات الوهمية، وفي ظل هذا تعاني الشعوب مآسي وويلات من جراء ما تفعله البرجوازية الوضيعة بالعالم.

وصل العالم الآن من علم وتكنولوجيا إلى إمكانية إنتاج كافة إحتياجات البشرية، بل وما يفيض عنها أيضاً، ولكن البرجوازية الوضيعة صارت عائق أمام هذا، وأصبحت تعرقل التطور والإنتاج لصالح البشرية من أجل مصالحها الشخصية، وأصبحت البرجوازية الوضيعة الآن تمثل خطر ليس فقط على الشعوب ولكن على الكوكب بأكمله، فقد أدخلت العالم في حروب وويلات لا نهاية لها سوى بالإشتراكية، فالإشتراكية هي المنقذ الوحيد لهذا العالم من خطر الدمار والضياع، بل وهي السبيل لعالم أفضل خالي من الفقر والجوع والبطالة والحروب والإستغلال.

ولذلك فإننا في الحزب الشيوعي الثوري في مصر ندعوا رفاقنا جميعاً في كافة الأحزاب والمنظمات الإشتراكية والشيوعية أن نتكاتف معاً نحو ثورة إشتراكية تطيح بالبرجوازية ونحو عالم أفضل، ندعوا كافة الرفاق ونشد على أياديهم أن نكثف نضالاتنا ومجهوداتنا وأن ترتبطوا بشعوبكم أكثر وألا ينفصل الحزب عن الجماهير، وذلك من أجل إتمام إنتصارنا ورفع راية الإشتراكية.

5 – لماذا نتمسك بالماركسية اللينينية ونصر على الإشتراكية ؟

فيما قبل ماركس ظهر عدة فلاسفة قاموا بتحليل المجتمعات ومحاولة الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تشغل الناس، ولكن لم يطرح أحداً منهم أي حلول لهذه المجتمعات أو إجابات صحيحة عن ما المخرج وما السبيل، ثم ظهر كارل ماركس العظيم، ذاك الفيلسوف الألماني، لم يكن ماركس فقط مجرد فيلسوف بل كان دارساً للتاريخ والإقتصاد والإجتماع ولعدة علوم جعلت منه رمزا ومحررا من خلال أفكاره لكافة الشعوب، ولا يزال إسم ماركس يذكر إلى الآن في كافة ربوع الأرض، قام ماركس بتحليل المجتمعات ووجد موطن الداء وحدد الدواء وأوجد إجابات شافية لكثير من الأسئلة الهامة والتي تخص حيوات الناس، فكان ماركس فيلسوف الفقراء كما يقولون، حتى أنهم إنتقدوه لذلك، ولكن إقتنعت به الشعوب وإقتنعت بنظريته حيث أنها كانت السبيل والخلاص من إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وكتب هو ورفيقه العظيم فردريك إنجلز “البيان الشيوعي 1848” وكان هو ملخص لتحليل ماركس للمجتمعات وأجاب فيه ووضع الحلول للخلاص من البرجوازية، وكان البيان الشيوعي يعد برنامج حزبي له ولرفاقه آنذاك، بل وأصبح هذا البيان الشيوعي برنامج لكل شعوب العالم وليس فقط الأحزاب الشيوعية، ولذلك نحن نتمسك بالماركسية، فهي نظرية مادية علمية وليست مثالية وهمية.

ثم ظهر الرفيق فلاديمير إيليتش أوليانوف “لينين” في روسيا ودرس عديد من الفلسفات ومنها كانت فلسفة ماركس، وقد وجد لينين مجتمعه في حاجة لتلك الفلسفة التي ستخلص شعبه من الإستغلال والفقر والجوع والإستعمار، هذه الفلسفة المربوطة بالشكل المادي للحياة اليومية وهي فلسفة العمال منتجي الحياة والذين يتم إستغلالهم من سارقي الحياة، قام بتأسيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي مع رفاقه، ودعى الجماهير للإنضمام من أجل الإستعداد لقيام الثورة الإشتراكية للخلاص من النظام القيصري، وفي ظل ذلك قام لينين بتطوير النظرية الماركسية، حيث أن الماركسية لا تعرف الدوجما أو التحجر والجمود بل وهي النظرية المرنة القابلة للتطوير بحسب الزمان والمكان دون الإخلال بقوانينها، ومن أهم ما أضافه الرفيق العظيم والقائد لينين للنظرية الماركسية كتابه “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية” وإنطلاقاً من هذا التحليل الرائع قاد الجماهير هو ورفاقه البلاشفة نحو الثورة الإشتراكية في روسيا في أكتوبر 1917، ومن إضافاته للنظرية أيضاً “الدولة والثورة”، ودحض لينين آراء الفلاسفة أصحاب المذهب النقدي التجريبي في مؤلفه: ” المادية والمذهب النقدي التجريبي ” كما أنّه لم يغضّ الطرف عن ارتداد كاوتسكي. وأما عن ستالين فقد قاوم الأطروحات اليمينية التروتسكية التحريفية والارتداد في روسيا وخارجها في مؤلفاته: “أسس اللينينية” ” مسائل اللينينية ” ” الماركسية والمسائل اللغوية” ” المشاكل الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي” “الماركسية والمسألة القومية” وغيرها، وكذلك أضاف لينين لفكرة التنظيم كتابات غاية في الروعة يهتدي بها كل حزب في وقتنا الحاضر، منها “بم نبدأ” و”ما العمل” و”خطوة إلى الأمام وخطوتان للخلف” و”عن حزب من نوع جديد” وغيرها من الكتابات المفيدة، وهو أول من قام بتصعيد العمال إلى اللجنة المركزية وكانت هذه نظرة ثاقبة منه حيث يضمن ترابط الحزب بالجماهير وعدم إنفصاله عنهم.

ومن هنا كانت نظرتنا مختلفة لتلك الفلسفة فلم تصبح فقط الماركسية عنوان كافي لما نحن عليه، بل أصبحت الماركسية اللينينية عنواناً لنا، تلك الفلسفة التي جعلت روسيا تتحول من دولة بلا محراث إلى دولة نووية عظمي، بقيادة لينين وستالين ورفاقهم.

ولذلك فإن الحزب الشيوعي الثوري وكافة الرفاق بالحزب يسيرون على الدرب مخلصين لبلاشفة الماضي والحاضر ، ساعين مع رفاقنا في جميع الأحزاب والمنظمات الثورية الإشتراكية والشيوعية نحو عالم أفضل خالي من الفقر والجوع والبطالة ومن أجل الخلاص من البرجوازية.

 

عاش نضال الطبقة العاملة وحلفائهم من الفلاحين والطلاب الإشتراكيين وكل المضطهدين

عاش نضال الشيوعيين

عاشت الأممية الشيوعية

عاشت ثورة أكتوبر اليلشفية العظمى

 

الحزب الشيوعي الثوري – مصر

اللجنة المركزية

9 يناير 2017

هوامش
(1) البلشفية أو البلاشفة أو البلشفيك هي كلمة روسية تعني الكثرة أو الأكثرية وقد أطلقت على أنصار ورفاق لينين، في حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي عام 1903. وكانوا يشكلون الأكثرية في الحزب، بينما سمي البقية بالمونشفيك (أي الأقلية)، وأصبحت مجموعة لينين هي الحزب الشيوعي للروس جميعًا في مارس 1918م. وظل أعضاؤه يسمون البلاشفة حتى عام 1952م، حين حُذفَت الكلمة من مُسمَّى الحزب بناءً على اقتراح ستالين فأصبح اسمه: الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي.





إللي إختشوا ماتوا

9 05 2016
  • أحداث حلب

دموع التماسيح
في الفترة القليلة الماضية تعالي الصراخ و العويل علي حلب و مدنييها تزامنا مع انسحاب وفد الرياض من مفاوضات جنيف استجابة لاوامر اسيادهم في جزيرة العرب و بالتزامن مع تسخين جبهات القتال في طول سوريا و عرضها مدعومة بحملة اعلامية شرسة ممنهجة تصور الجلاد في صورة الضحية و الضحية في صورة الجاني!!
منذ اسابيع قليلة (ناهيك عن سنوات الحرب في سوريا ؛و لكن اشفاقا علي ذاكرتهم المهترئة لن نرجع للوراء كثيرا ) و أحياء حلب تقصف من قبل المسلحين الذين تدعي امريكا و حلفاؤها انهم معتدلين و اذا كانت حجتهم في ذلك ان تلك الاحياء يقصفون بها قوات الجيش السوري فاي مبرر لديهم لقصف حي الشيخ مقصود و الذي تسيطر عليه قوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ؟!
ان ضحايا القصف الذي تقوم به أدوات الإمبريالية الأمريكية من التنظيمات الاسلامية الارهابية (الدولة الاسلامية، جبهة النصرة المصنفتين ارهابيتين) بالاضافة الي من تحت لواء النصرة من احرار الشام و جيش الاسلام و كتائب التركستان و الشيشان و نور الدين زنكي و الفصائل الاخوانية من الجيش الحر المزعوم و من تحالف معهم في ما يسمي بجيش الفتح ، لم تثر تلك الدماء المشاعر الانسانية لدي هؤلاء الذين يتباكون اليوم علي حلب بل و وصلت بهم الوقاحة ان يتغاضوا عن استعمال الاسلحة الكيمياوية في القصف الواقع علي احياء حلب من قبل المجموعات الارهابية و قد ثبت بادلة كثيرة منها تقارير منظمات (معارضة) و تقارير دولية و محلية آثار ذلك القصف و لكن الغرب و عملاؤه يأبي الا ان يكمل خططه و يمضي في جرائمه حتي النهاية علي حساب المدنيين السوريين في اكبر هجمة شرسة في القرن الواحد و العشرين تلاقي فيها الجميع و اتحدوا لقتل و تشريد الشعب السوري لاكمال سيطرتهم علي الغاز و النفط و اتمام حلمهم بمشاريع مد الانابين و كأن رائحة النفط تغطي علي كل روائح الدماء و الدمار و الاشلاء!!
ان هؤلاء الذين يتباكون اليوم علي الوضع الانساني في حلب و يصرخون بان الجيش السوري بصدد حصار حلب بعد قطع الكثير من شرايين تغذية الارهاب القادمة من تركيا و يتداولون صور الجوعي لم نسمع لهم صوتا تنديدا بضحايا الجوع في دير الزور و كفريا و الفوعة و نبل و الزهراء و غيرها من المناطق المحاصرة من قبل الارهابيين الاسلاميين علي اختلاف مسمياتهم و لم يكتفوا بالحصار بل قصف يومي بقذائف جهنم و عمليات تفجير و جرائم لا حصر لها ضد المدنيين المحاصرين

  • الإرهاب يتخذ من المدنيين دروع بشرية، والكيل بمكيالين

ثم أن هذه التنظيمات التي صنعتها الإمبريالية الأمريكية ليس بعيداً عنها أن تقتل من بيدها وتتهم الجيش العربي السوري بأنه من فعل ذلك، بل أكثر من ذلك وحشية هو إتخاذهم للمدنيين والشيوخ والأطفال والنساء والعجائز كدروع بشرية يحتمون فيها وبها ومن جهة أخرى لإثارة الرأي العام الدولي وخروج المتباكين والمولولين في وسائل إعلام عميلة للإمبريالية الأمريكية لتصوير الإنتصارات التي عجزوا عن صدها على أنها مذابح يقيمها النظام السوري

  • التحالف الروسي السوري وإنتصارات الجيش العربي السوري على الأدوات الأمريكية في سوريا “داعش وأخواتها”

ان التدخل الروسي المفاجئ في العام الماضي و مساعدة الجيش السوري و حلفاؤه اثبت بما لا يدع مجالا للشك هزلية التحالف الستيني المزعوم للولايات المتحدة الذي يصرح قادته بانهم يريدون اضعاف او احتواء الدولة الاسلامية و ليس القضاء عليها، فكيف تتخيلون أيها السذج أن صانع الإرهاب هو من سيقضي عليه، و كذلك يدعمون ارهابيين اخرين لا يختلفون عن الدولة الاسلامية في شئ و يحولونهم بشكل منافي للعقل و المنطق و الانسانية الي معارضة سورية (معتدلة).
و نحن و ان كنا نعلم ان روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي او روسيا المبدئية الإشتراكية سابقا في سنوات البلشفية و ان ما يحكمها هو نظام وليد البرجوازية الوضيعة و انها ذهبت لتحافظ علي مصالحها اولا و اخيرا “مصالحها الإقتصادية والأمنية : فبوتن تدخل في سوريا لحماية حدوده ضد توسع المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط وهو التحالف الصهيوأمريكي السعوي التركي القطري الخليجي في المنطقة من أجل الهيمنة والسيطرة على مقدرات وثروات الشرق الأوسط والذي لو نجح هذا المشروع أصبحت روسيا في خطر وبوتن يعلم أنه سيتم القضاء عليه إذا نجح هذا المشروع لأن أمريكا ما زالت ترى شبح الإتحاد السوفييتي أمامها ويخيم على فكرها ومستقبلها وترتعد فرائصهم خوفاً من قيام لينين من جديد ليقيم الإشتراكية ويهدم الإمبريالية ويتوجه صوباً نحو الشيوعية، ولهذا تحارب أمريكا أي دولة ترى فيها رائحة الإشتراكية ولو من بعيد ولو بالإسم فقط”.

الا ان العقل و الموقف السليم يقتضي ان نثمن جهود روسيا سواء الانسانية في توصيل المساعدات للشعب السوري المحاصر عن طريق الاسقاط الجوي في دير الزور او عن طريق قوافل الاغاثة في المناطق التي تعاني من نقص المواد الغذائية و الدوائية ؛ او سواء جهودها العسكرية و التي بفضل غطائها الجوي والقصف المكثف علي معاقل الارهابيين استطاعت كسر العمود الفقري للموارد المالية للتنظيم المتمثل في تجارة النفط و استطاع الجيش السوري و حلفاؤه علي الارض تحرير و استعادة مئات و الاف الكيلومترات من قبضة الارهابيين و كان النجاح في ريف اللاذقية و حمص و حماة و حلب و درعا و استطاع تحرير درة التراث الانساني في سوريا مدينة تدمر ذات الارث التاريخي و التي للمفارقة لم يقلق امريكا و حلفاؤها تحول مسرحها الشهير الي ساحة لقطع الرؤوس و الايدي و تنفيذ احكام الشريعة الاسلامية و تفجير آثارها و بيعها قدر قلقها من استعادة الجيش السوري لها بغطاء روسي !! بالاضافة الي اننا لا يجب ان نتناسي جهود روسيا السياسية سواء في تثبيت وقف اطلاق النار و دعم الحل السياسي و مفاوضات جنيف و احتضانها لمعارضة وطنية تؤمن بالحل السياسي و تسمي الارهابيين باسماءهم .

  • إنهيار المشروع الأمريكي في سوريا والمنطقة

إن القضاء على المشروع الشرق أوسطي الجديد بداية من سوريا هو الرمز الذي لابد أن تتخذه شعوب المنطقة في الدفاع عن ثرواتها ومكتسباتها ضد الإمبريالية الأمريكية وعملائها بالمنطقة، وهو المثل الذي لابد أن ننطلق منه وأن نؤيده وندعمه فهو خط الدفاع الأخير في مواجهة هذا المشروع الإمبريالي التوسعي، ونجاح الجيش العربي السوري وإنتصاراته هي نجاح لكل شعوب المنطقة

  • الإستعانة بالأنظمة العميلة للضغط على النظام السوري

 

ان آل سعود و حلفاؤهم بايعاز من السيد الامريكي اقلقهم ما حدث من انتصارات للجيش السوري علي ابنائها الشرعيين من الارهابيين الاسلاميين و لم يكتفوا من الدماء المسفوكة يوميا في اليمن و البحرين و العراق و سوريا و افريقيا فسارعوا الي عملية هزلية ارادوا فيها نفي صفة دعم الارهاب عنهم فتوالت تصريحات عن تدخل بري في سوريا بمشاركة تركية بهدف مضحك معلن و هو قتال الدولة الإسلامية و لكن ليس هذا هو الهدف بالطبع فالهدف هو تمكين ارهابييها و دعمهم و تلاقت مع اطماع تركيا العثمانية الاستعمارية في ضرب الادارة الذاتية في الشمال السوري و التي لم يزعجها -تركيا- وجود الدولة الاسلامية علي حدودها لسنوات و الآن فقط تقصف الاراضي السورية بعد تحرير قوات سورية الديمقراطية لمناطق واسعة في الشمال السوري و ذلك خوفا علي ارهابييها و خوفا من انهيار مشروعها الذي قدمت فيه الدعم المباشر للارهابيين من الدولة الاسلامية و غيرهم طوال سنوات الحرب السورية.

ان الموقف المصري الهزيل سابقا و الرافض للتدخل العسكري علي استحياء او المترنح و المنبطح حاليا و المكتفي بالصمت او ببعض التصريحات الخجولة و ذلك بفعل مليارات آل سعود و ما استقبال كبير آل سعود استقبال الملوك و الاحتفاء به و التنازل عن اراض مصرية بحكم التاريخ و الجغرافيا و الدم مقابل مليارات مزعومة (جزيرتي تيران و صنافير) الا دليل علي الموقف المخزي و الانسحاق الكامل امام الارهاب و داعميه فالنظام المصري يشارك في حصار الشعب اليمني و سفك دماءه يوميا و يشارك فيما يسمي التحالف (الاسلامي) في ضربة موجعة للاسس الوطنية المصرية و التفرقة بين ابناء الوطن الواحد و النظام المصري يعطي غطاء جويا للاخوان و القاعدة في اليمن و يمكنهم من مفاصل الدولة . ان هذا النظام لا يصلح الا ان يكون فاعلا فقط في ربط المنطقة كلها بالمشروع الصهيوني و تكوين تحالف صهيوني خليجي رجعي لتدمير المنطقة و شعوبها و ضرب اي آمال للتحرر من التخلف و الفساد و التبعية و الاحتلال و اذكاء الشعارات الطائفية و الدينية علي حساب حقوق الشعوب و حرياتها و قد ظهرت تصريحات متطابقة من مسئولين سابقين في مملكة آل سعود و في دولة العدو الصهيوني حول التنسيق سواء في سفك دماء الشعب اليمني او في قضية التنازل عن الجزر المصرية او الاستهداف المعلن و غير المعلن لضرب المقاومة في لبنان و وصمها بالارهاب و همزة الوصل في ذلك كله هو النظام المصري الذي في سبيل المليارات لطغمته الحاكمة لا يتورع في ان يشارك في اشعال الحرائق بدلا من ان يكون من اول الداعمين لاطفائها ظنا منه ان بلادنا مصر في منأي عن ذلك بل و يضيع تضحيات الجيش المصري هباء بمواقفه المتخاذلة امام داعمي الارهاب و منظريه الفكريين.

  • الحلول المطروحة

و ينظر بعض المحسوبين علي “اليسار” بان الازمة ستنتهي بمجرد رحيل بشار الاسد و علي الاسد التنحي الان، و نحن نقول له ها قد قتل القذافي و اعدم صدام حسين فهل توقف سفك دماء الشعب الليبي و العراقي يوميا ؟! فعن أي حقن للدماء تتحدثون ؟! و نجد آخرين يتحدثون عن تفكيك الجيش السوري فهل انتهت الازمة بتفكيك و تسريح جيوش تلك الدول ؟! ان تلك المطالبات الطوباوية لا يعي اصحابها انهم يريدون تحويل سوريا الي مليشيات متناحرة لا رادع و لا هم لها سوي القتل الممنهج و الانتقام و ستدخل المنطقة في مزيد من الفوضي التي هي فيها بالفعل ، و هنا سيتهمنا آخرون و يشيرون علينا باصابعهم انظروا ها انتم تساندون الديكتاتوريات و ضد حرية الشعوب (من وجهة نظرهم ) فهل يعقل ان يكون ارهابيي التنظيمات الإسلامية هم جالبي الحرية للشعب السوري ؟! و هل يمكن ان تكون مملكة آل سعود الوهابية التي لا تختلف عن ابنتها الدولة الاسلامية في شئ(فهي تقطع الرؤوس و تجلد الظهور و تفرض زي علي نصف الشعب و تمنع السيدات من القيادة و تسجن المخالفين عقائديا و التنويريين و تقتلهم) هل يمكن ان تكون تلك المملكة جالبة للحرية و هي تقمع مواطنيها بالفعل ؟!

ان الحل السياسي الذي يتنادي به الآرهابيون و داعميهم و يتوهمون انه هو الحل و لا بد من رحيل الاسد فورا ليس هو الحل السياسي الذي يطالب به كل وطني شريف و الذي نطالب به ايضا و الذي يتمثل في اتساع رقعة المصالحة الوطنية و التهدئة باكبر قدر ممكن و التغيير في بنية السلطة و المزيد من الحريات و انتخابات ديمقراطية باشراف دولي و الاستفتاء علي شكل الدولة و نظام الحكم و لكن كل ذلك لن يكون له أي معني في ظل وجود الأدوات التي الإمبريالية من الإرهابيين الاسلاميين و حلفاؤهم والتي صنعتهم أمريكا في المشهد و طالما صدقنا خرافة ان هناك اسلامي معتدل و اخر متطرف فكلهم سواء و الغلبة لمن هو اكثر ارهابا و كلما زاد تدينهم زاد ارهابهم و راينا الهجرة دوما من التنظيمات الاقل تطرفا (اذا جاز التعبير) الي الاكثر تطرفا لا العكس و لذلك علينا ان نطالب بحل سياسي حقيقي ليس بعيدا عن مكافحة الإرهاب و إلا ساهمنا دون ان ندري في المزيد من سفك الدماء السوري .

  • الجيش العربي السوري هو الوحيد الذي يواجه المشروع الإمبريالي بالمنطقة

في ظل تلك الهجمة الشرسة الممنهجة علي الشعب السوري و حضارته و تاريخه و تراثه لا يمكننا ان تنتناسي القضية الرئيسية و هي مكافحة المشروع الإمبريالي وأدواته من كل تلك التنظيمات الارهابية الاسلامية و سحق خلافتهم التي تمثل خطرا علي الانسانية كما مثلت النازية في ثلاثينيات القرن الماضي و لا نملك الآن رفاهية الافتئات علي حق الشعب السوري في تقرير مصيره و مستقبله و شكل الدولة التي يريدها و التي يمكن ان تتعايش فيها كل الفسيفساء و الموزاييك السورية جنبا الي جنب بشكل ديمقراطي انساني.

فأصبح الجيش العربي السوري هو الوحيد الذي يوجد خارج الأجندة الإمبريالية الأمريكية والشوكة التي تقف في حلوقهم وتحول دون قيام مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهو الجيش الوحيد الذي نعلم أنه لن يستسلم مهما كانت التضحيات ومهما إشتدت الحرب، هو خط الدفاع الأول والأخير عن المنطقة، وهو آخر ما تبقى من الجيوش العربية التي تقاوم الإستعمار، ولا نكون مبالغين إن قلنا أن الجيش العربي السوري يخوض حرباً عالمية ولكنها من النوع المصغر، أو قد تكون هي البداية لحرب عالمية ثالثة، فدعمه واجب وطني وأممي للحفاظ على ثروات ومقدرات شعوبنا بل وكوكوبنا من الدمار الشامل الذي تريده لها الإمبريالية الأمريكية

  • اللاجئين ودعاة الإنسانية

ان قضية اللاجئين التي يتاجر بها الغرب تارة للاستفادة من قوة عملهم و استمرار استغلالهم لرفع ثروات طغمته الحاكمة و تارة يتاجر بها اردوغان العثمانلي فيكسب المليارات علي حساب معاناة اللاجئين الانسانية و يبتز كأي تاجر رقيق حقير الاتحاد الاوروبي و يهدده بسلاح اللاجئين ؛ ان تلك القضية ينظر اليها بنصف عين و كان المسئول هو النظام فقط و لا يتحدث أحد عن هروب هؤلاء اللاجئين من مناطق سيطرة التنظيمات الارهابية الاسلامية و قوانينها القروسطية الرجعية و من المؤسف ان دعاة الإنسانية المزعومين لا يرون في استغلال اللاجئين و المتاجرة بهم عمل غير اخلاقي يتوجب التنديد بل يستمرون في تشريد المزيد منهم بدعمهم للارهابيين و توجيههم لقتال الجيش السوري الذي يدافع عن ارضه و شعبه ضد ارهابيي و نازيي العصر الفاشيست .

  • كردستان الحر وحلم الإشتراكية

لا يفوتنا ان نحيي و نثمن غاليا تجربة الإدارة الذاتية في الشمال السوري (كردستان سوريا) و الصمود الاسطوري لابناء المنطقة من كافة المكونات في قوات حماية الشعب و لاحقا قوات سوريا الديمقراطية و دفاعهم عن الانسانية في وجه الارهابيين و تقديم نموذج ديمقراطي للعيش المشترك بين كافة المكونات . ان تلك التجربة التحررية للشعوب هي نموذج حي بان الشعوب اقوي و ان التحرر ممكن بشرط العمل و التفاني من اجله ، ان صمود تجربة الادارة الذاتية يشكل منارة تقدمية و ثورية لمد  الإشعاع الثوري و التنويري الي كافة ربوع الشرق الاوسط و هو ما يجعل الكل من اعداء الشعوب يتحالف ضدها و يتهمونها زورا بالتهجير القسري و التطهير العرقي و هي اتهامات باطلة و قد اثبتت التجربة بما لا يدع مجالا للشك ان الاحلام ممكنة و علي الشعوب و المكونات و القوي الثورية و التقدمية و الديمقراطية في المنطقة ان تنظر جيدا لتلك التجربة و تتعلم منها لتثري نضالها التحرري و الطبقي علي طريق الانعتاق من الموروثات الرجعية و الطائفية و الإثنية و الشوفينية في طريقها النهائي نحو التحرر و المساواة و القضاء علي الاستغلال الطبقي .

عاش نضال الشعب السوري ضد الإمبريالية الأمريكية وأدواتها “داعش وأخواتها”

عاش نضال شعب كردستان السورية

عاش نضال الشيوعيين

عاشت الأممية الشيوعية

الحزب الشيوعي الثوري
مصر





حول واقع الصراع الطبقي الوطني في مصر ومآلات الانتفاضة الشعبية ومهام الشيوعيين

30 04 2016

%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%82%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b5%d8%b1

الرفيقات والرفاق

تحية ثورية حمراء

أما بعد

إن ما حدث وما زال يحدث في مصر لهو من أكثر ما يعبر عن الوضع وواقع الصراع الطبقي،
فبعد إنتفاضتين كان يأمل الشعب المصري وبخاصة القوى السياسية أن تكون إحداهما ثورة حقيقية من أجل التغيير، لكن ما حدث من واقع سوء التنظيم وعدم وجود قوى سياسية أو حزب سياسي ينظم الجماهير بعد فترة كبيرة من حكم عسكر قديم جديد قام بتهميش وتسطيح وعمل على زيادة إفقار الشعب المصري وتزييف وعيه فكان ذلك ينبئ بتحويل آمال الجماهير في ثورة إلى مجرد إنتفاضة، نعم إنها إنتفاضة شعبية كبرى ولكن كان أمل جماهير الشعب المصري في التغيير قوي ولذلك كانت الإنتفاضة إنتفاضتين وكان الغضب غضبين، ولذلك كان رد الثورة المضادة قوي وعنيف دفاعاً عن بقائهم ودفاعاً عن الرأسمالية الكبرى وجنرالات الجيش شركاء هذه الرأسمالية في الهيمنة والسيطرة على ثروات ومقدرات هذا الشعب ووكيل الإمبريالية في المنطقة، بل أصبح العسكر في مصر عميل لعدة عملاء وليس عميلاً مباشراً، وعلى رأس هؤلاء العملاء السعودية و وكلاء الخليج،
ومن هنا كان لزاما علينا أن نوضح حقيقة الصراع الطبقي وما يدور في مصر وما هي أهدافنا وإستراتيجيتنا في مقاومة هذا الأخطبوط العسكري، فوضعنا عدة محاور هي كالتالي :-

  • غياب الحريات و القبضة الامنية و منع التظاهر و حبس الديمقراطيين و المثقفين و التعاون مع التيارات الدينية و الاحتجاز الغير قانوني و القبض العشوائي : –

فها هو النظام يفرض قبضته الأمنية على كل من يدافع أو يشتبه به أنه يدافع عن حقوق وحريات الشعب المصري، وها هي حالات الإختفاء القسري كثيرة وما زالت مستمرة ، بل إمتدت إلى غير المصريين وعلى سبيل المثال ريجيني الإيطالي، بل لا يقتصر الوضع على مجرد الإختفاء القسري، فها هم يعذبون ويقتلون من يعتقلونهم ويخفونهم، وقد رأينا تبعات ذلك من البرلمان الأوروبي وتوصياته تجاه مصر بمنع المساعدات العسكرية والإقتصادية والمطالبة بالتحقيق في حالة ريجيني
– وفي ظل عجز النظام عن حل الأزمات الإقتصادية وتبعاً لذلك المشكلات الإجتماعية وقضايا الحريات و القضايا السياسية، نجد هذا النظام يتعاون مع الرجعية بكافة أشكالها الدينية، فاستعان بالأزهر ورجال دينه، وخرجت علينا الفتاوي تلو الأخرى بتكفير وتضليل ولجان لمحاربة الفكر والمفكرين ، وتبع ذلك أحكام قضائية بإزدراء الأديان لعدة مفكرين، لكنه وجد ذلك لا يكفي في تضليل الشعب المصري أو أن يشغله عن إحتياجاته الأساسية ومشكلاته الرئيسية، فاستعان بالسلفيين وعلى سبيل المثال في البرلمان، لكن الوضع ما زال كما هو عليه ومشكلات الشعب المصري تزداد ويزداد الوضع الإقتصادي سوءاً يوماً بعد يوم، وتتدهور أغلب الصناعات الصغيرة وأيضاً ينهار الحرفيين وتبعاً لذلك يتم تسريح العمال وتزداد البطالة، فعاد لما كان يقوم به الحرس القديم من هذا النظام العسكري، عاد للصفقات مع الفصيل الإرهابي في هذا النظام وجناحه اليميني الديني الرجعي، عاد لعقد صفقات مع الإخوان المجرمين والذين أسقطهم الشعب المصري من ذاكرته، بل كانت ضربة قاضية لهم في مصر تأثروا بها حتى في البلدان الأخرى، وحتى البلدان التي تدعمهم وعلى سبيل المثال تركيا فها هو النظام يفرج عن مرسيهم ويعطيه حكماً بالبراءة في قضية التخابر ويسقط عنه حكم الإعدام، هذا الحكم الذي أصدره الشعب على الجماعة بالفناء والمحو من ذاكرة التاريخ، لكن النظام لا يرتضي حكم الشعب ويعقد معهم صفقات، وكان حكم البراءة على مرسيهم بداية الظهور الحقيقي الفج لحقيقة ما يتم عقده من صفقات خلف الأبواب المغلقة.
– والنظام العسكري لا يفهم في الديمقراطية ولا الحوار، بل لغته هي القمع والقمع فقط، ولذلك يقوم باحتجاز كل من يشتبه به لمجرد قوله كلمة في وجه هذا النظام ويعارض إفقار الشعب، وتتوجه لهم تهم هي غاية في العجب، فمنها على سبيل المثال تهمة لرفيق من رفاقنا بأنه شارك في أحداث 25 يناير، ويا عجباً فهل يناير تعد الآن سبة في جبين الثوار والسياسيين والشعب المصري العظيم الذي خرج من أجل التغيير !!!؟

فهل بعد هذا يشك أحد في أنهم يرون في يناير نكسة وليست إنتفاضة كبرى من أجل التغيير !؟ بل زاد الطين بلة باعتقال رفيق آخر بتهمة قلب نظام حكم السادات !!!

  • التصالح مع رأس المال و فتح الباب للمستثمرين و إرضاءهم و إلغاء الدعم و ارتفاع الاسعار والمحروقات و المعيشة : –

بعد بيان الحكومة الذي عرضه رئيس الوزراء على مجلس الشعب والذي لم يأتي بجديد في هذا البيان، بل أكد على نية الحكومة في إلغاء الدعم نهائياً وإرتفاع الأسعار وتبني سياسة الإستعمار تحت مسمى الإستثمار، ويتضح ذلك جلياً في خطابات رئيسهم السيسي في كل المحافل الدولية ودعوته للصين وفرنسا وغيرها إلى الإستثمار في مصر وتسهيل الإجراءات والإعفاءات الضريبية والجمركية وكل سبل نهب ثروات هذا الشعب، ويفاجئنا هذا الرئيس العسكري القمعي الفاشي بزيارته إلى كوريا الجنوبية، هذه الدولة التي تعمل من خلالها الإمبريالية الأمريكية على وأد حركة الشعوب التي تريد الإشتراكية والخلاص من الإستغلال والفقر والجوع والبطالة، هذه الدولة التي تهدد أمريكا من خلالها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية “كوريا الشمالية” بضربها بالنووي ونسف هذا الشعب كما حدث من قبل في هيروشيما وناجازاكي، هذه سياسة الحرب وإستعراض القوى وفرض القيود وإحتلال العالم من خلال السيطرة على مقدرات وثروات الشعوب بالكرة الأرضية، فأي سياسة هذه !؟ ولماذا كانت الزيارة لكوريا الجنوبية وليست كوريا الشمالية !؟ إن الأمر واضح وصريح في أن هؤلاء الحكام والجنرالات في مصر وكلاء للإمبريالية وعميلاتها في المنطقة من أجل الهيمنة والسيطرة على الشعوب في ربوع المعمورة
– ويرى البعض وبخاصة من القوى السياسية أن النظام عاد من جديد بالتصالح مع رأس المال من خلال عدة إجراءات قام النظام بها مع عدة رجال أعمال كان من المفترض الحجز على أموالهم وبخاصة من الحرس القديم داخل هذا النظام ومنهم حسين سالم وأحمد عز وغيرهم، لكننا نرى أن هذه الرؤية خاطئة، حيث نقول : متى كان النظام في خصام مع هؤلاء حتى نقول أنه يعود للمصالحة معهم !؟ فلم يكن النظام يا سادة أبداً في أي فترة من فتراته في خصومة مع هؤلاء الرأسماليين السارقين النهابين أبداً، بل هي مجرد تكتيكات يقوم بها هذا النظام للخروج من المأزق الذي وضعه فيه الشعب المصري بداية من 25 يناير ، بل من قبل ذلك بداية من خروج القوى السياسية في 2005 رافضة التوريث للحكم بل ورافضة إستمرار مبارك نفسه في حكم البلاد، فليس هذا إلا مجرد تمثيلية سخيفة لتضليل هذا الشعب.

 

  • أزمة سد النهضة و التعطيش الاجباري الذي سيطول المصريين و الاراضي :-

إن فشل الإدارة الحاكمة في مصر في التوصل مع أثيوبيا إلى إجراءات تساعد في حل الأزمة حول سد النهضة ونهر النيل أصبح يهدد الشعب المصري والأراضي الزراعية بالخطر، وحتى المحاصيل الزراعية التي تحتاج مياه كثيرة في ريها أصبحت تتهدد بالفناء من مصر، بعد أن كانت ضئيلة جداً بل أصبح الأمر مرتبط بالكيان الصهيوني حيث رأينا في عناوين الأخبار أن إسرائيل مستعدة للتدخل في حل مشكلة المياه بين مصر وأثيوبيا مقابل التنازل عن جزأ كبير من سيناء ولذلك يتضح لنا لماذا يقوم النظام بتهجير أهالي سيناء وإشاعة أخبار عنهم في إعلامهم الكاذب المزيف بأنهم إرهابيين وخونة، وحتى من يطالب بتهجير أهالي سيناء منهم على إستحياء يقول أن هذا مجرد إجراء من أجل القضاء على الإرهاب، وقد رأينا في برلمانهم من يطالب بتهجير أهالي سيناء وحدثت أزمة بداخل البرلمان حيث قام أعضاء البرلمان السيناويين بمواجهة هذا المشروع ومن يطالب به وكانت مشكلة كادت تطيح بأعضاء من هذا البرلمان بل خرج علينا اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باتهام أهالي سيناء بالعمالة وطالب بتهجيرهم لمواجهة الإرهاب .

 

  • مهامنا العاجلة التنوير و التثوير و التثقيف و صنع نواة الحزب البلشفي و الالتحام بالجماهير وتبني القضايا الوطنية :-

ومن هنا إنطلقنا منذ بداية نشأة الحزب في العمل على بناء تنظيم قوي يضم بين جنباته هذا الشباب الثائر الذي خرج مطالباً بالتغيير رافعاً راية الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية، ليشارك العمال وحلفائهم من الفلاحين الفقراء وكافة جماهير الشعب المصري في صنع تغيير حقيقي من خلال عمل تنظيمي لتوضيح الرؤية ورفع مستوى الوعي للفقراء “وعي الفقر”، ويعمل الحزب الشيوعي الثوري في مصر على المشاركة في دورات بناء الكادر وبخاصة من الشباب، والتغلغل داخل المصانع والمناطق الريفية والإلتحام بالجماهير، فقد كنا ومازلنا ضد لقاءات الصفوة بعيداً عن الشارع المصري ودعونا وما زلنا ندعوا إلى النزول بمستوى الخطاب إلى الجماهير بالشارع مع الحفاظ على عدم ضياع المعنى السياسي الحقيقي للصراع الطبقي، ويظهر ذلك في لائحة الحزب لدينا حيث وضعنا مبدأ لم يوضع من قبل في أيٍ من الأحزاب الشيوعية القديمة، هذا المبدأ يقول بمشاركة عضوين بشكل أوتوماتيكي منتخبين من كل محافظة خلاف القاهرة والأسكندرية “العاصمتين المركزيتين” وتمثيلهم في اللجنة المركزية، وقد استشفينا ذلك من تعليمات المعلم العظيم لينين بإشراك عمال أميين في اللجنة المركزية حتى ولو كان مستوى ثقافتهم ووعيهم ضئيل لضمان سلامة الحزب وبقائه على الطريق الصحيح.

ومن هنا كان تبنينا لقضايا وطنية يشارك فيها رفاق وقوى سياسية أخرى في مشروع يحمل خطوط عريضة لبرنامج تغيير حقيقي، وكانت الدعوة لتكوين لجان شعبية في كافة ربوع الوطن للحفاظ على أهداف ومطالب إنتفاضة يناير والقيام بثورة إشتراكية كبرى تطيح بهذه الرأسمالية الحاكمة والبدء في تنفيذ مشروع يمهد لقيام الإشتراكية في مصر على أيدي أبناء هذه الثورة

عاش نضال الطبقة العاملة وحلفائهم من الفلاحين والطلاب الإشتراكيين

عاشت الأممية الشيوعية

عاش الحزب الشيوعي الثوري – مصر

الحزب الشيوعي الثوري – مصر

جريدة الشغيلة لسان حال الحزب على المستوى المحلي الداخلي





اليسار اليميني

4 05 2013

crossroads

الرفيقات والرفاق الأعزاء

إن على مدار 90 عاماً من الكفاح من أجل تحقيق الاشتراكية لم يرتقي الفكر النظري والتنظيمي للحركة الشيوعية المصرية إلى التفكير في الاستيلاء على السلطة وتحقيق آمال العمال والفلاحين وكل المضطهدين في المجتمع .

إن الرفاق في الماضي وبعضٍ منهم الآن للآسف تبنوا نظرية تسمى الثورة الوطنية الديمقراطية لاستكمال الثورة البرجوازية تحت مبررات بناء الطبقة العاملة التي ستقوم بإنجاز الثورة الاشتراكية .

إن هذه النظرية اليمينية والانحراف اليميني البرجوازي المقصود أدى إلى عدم التفكير في الاستيلاء على السلطة وتنفيذ مطالب العمال والفلاحين وبناء الاشتراكية والخلاص من النظام الرأسمالي .

إن هؤلاء المنظرين التحريفيين الذين يدعون أنهم شيوعيون للأسف لم يستفيدوا من تجارب الثورات في العالم وتاريخها التي قامت بالاشتراكية وعلى رأسها الثورة الاشتراكية في روسيا أكتوبر 1917 حيث أن الثورة الديمقراطية الوطنية في فبراير لم تقدم شئ وكان يمكن للقائد العظيم فلاديمير لينين أن يتبنى تلك النظرية ولكن أصر لينين بعد أربعة أشهر على الثورة الاشتراكية في أضعف حلقات الرأسمالية مخالفاً ما كان يتوقعه الرفيق العظيم الفيلسوف كارل ماركس من أن الرأسمالية ستنهار في أقوى حلقاتها ، ولو استسلم لينين للنصوص الماركسية دون تطويرها وتطبيقها على الواقع لما قامت الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ولأنتظرت حتى تقوم الطبقة العاملة في أوروبا من إنجاز الثورة الاشتراكية هناك أولاً ، أو كان سينتظر حتى يقوم نظام برجوازي يبني طبقة عاملة كما يدعي المنظرون اليمينيون لدينا .

ولنا مثال آخر في الثورة الصينية بقيادة الرفيق ماو تسي تونغ قامت على الأراضي الصينية بالفلاحين الفقراء في ظل إحتلال أجنبي ولم يكن هناك طبقة عاملة بالمعنى الذي أكد عليه كارل ماركس في كتاباته وتصوراته حول قيام الاشتراكية .

وهناك أيضاً الثورة الكوبية حيث قامت الاشتراكية بالمناضلين المثقفين وانضم إليهم الفلاحون الفقراء من أجل الخلاص من الديكتاتور باتيستا ، حيث كانت كوبا وقتها منتجعاً سياحياً للأمريكان ، ولم يكن هناك طبقة عاملة بمعنى الكلمة ولم يتم استكمال الثورة البرجوازية وقامت الاشتراكية هناك على الأراضي الكوبية .

إن هؤلاء المنظرين الذين يتوارون وراء تلك النظرية بحجة أن الإمبريالية لن تسمح بوجود وقيام نموذج إشتراكي إضافةً إلى الخطر الصهيوني في المنطقة ؛ ونحن نرد عليهم بأن الإمبريالية لن تسمح حتى بأوهام الاستقلال السياسي والاقتصادي للدول التي تمثل رأسماليات الأطارف ، وذلك لما لدى تلك الرأسماليات المركزية من فوضى إنتاجية وكساد وركود إقتصاديين وأزمات متكررة لا حل لها سوى تصدير الأزمة ، فكيف ستسمح بقيام نظام وطني مستقل يصنع ما يسمى بالدولة الوطنية المستقلة إقتصادياً وسياسياً ، ثم إنه إذا استطاع الشيوعيون قيادة الجماهير فهل سيتجهون لبناء الاشتراكية أم لبناء إقتصاد برجوازي بحجة ترك علاقات الإنتاج حتى تنضج ويتخذون موقفاً رجعياً من آمال وطموحات الجماهير !!!

ويتغافل هؤلاء أيضاً أن رأسمال المال لم يعد رأسمالاً وطنياً أو مستقلاً ، فقد أصبح رأسمال المال مرتبط إرتباطاً عضوياً برأس المال العالمي .

الرفاق والرفيقات لقد أضاعت تلك التنظيرات اليمينية فرصاً حقيقية لتحقيق الاشتراكية في مصر فمنذ عام 1940 حتى 1952 كانت الحركة الشيوعية في قمة الانتشار وأكثر عدداً وتنظيماً ، وكانت الجماهير بشكل عام مع الشيوعيين ، وكان الشرط الذاتي والموضوعي والوضع الدولي كل هذا يبشر بثورة اشتراكية ، وأيضاً كان عدد الضباط الشيوعيين في تنظيم الضباط الأحرار كبير وعلى رأسهم الرفيق يوسف صديق وضاعت تلك الفرصة التاريخية أيضاً على الشعب المصري ، وفي عام 1977 قامت إنتفاضة الخبز يومي 17 و18 يناير خرجت الجماهير تنادي بالاشتراكية وكان الحزب الشيوعي وكل اليسار في عز مجدهم وكان الشارع مع القوى الاشتراكية وفي القلب منهم العمال والطلبة مما أدى لهروب رأس النظام لأسوان ، وكان الشرط الذاتي والموضوعي متوفر أيضاً وضاعت تلك الفرصة كذلك .

إن هؤلاء مدعي الاشتراكية وهم بعيدون كل البعد عنها  ، وجل ما يفعلوه هو ترشيد للبرجوازية ، ولم ولن يسعوا إلى السلطة منذ 90 عاماً وحتى الآن وفي المستقبل .

رفاقي ورفيقاتي الأعزاء إن إنتفاضة 25 يناير هي بداية لثورة إشتراكية لأن البرجوازية بكافة أشكالها قد إنكشفت أمام الشعب المصري ، فالنظام السابق والذي لا زال مستمراً حتى الآن والمجلس العسكري والجماعات الإسلامية والليبراليون الجدد كل هؤلاء قد انكشفوا أمام الشعب المصري ، ولم يعد أمام العمال والفقراء وشباب الميدان سوى الاشتراكية ، فهل نستجيب لمطالب الشعب ؟ أم نتقاعس وننتظر ثورة وطنية ديمقراطية ؟ أو ثورة برجوازية ؟ كما يدعي هؤلاء المنظرون التحريفيون الذين ولى زمانهم .

إن الاشتراكية هي هدفنا وهي السبيل الوحيد أمامنا ، فمعاً نبني الاشتراكية ومعاً لننقذ شعبنا من الفقر والجهل والمرض والجوع والتشرد ومعاً لبناء مصر الاشتراكية بالعلم والمساواة والعدل والحرية ، إنها الثورة الاشتراكية القادمة بعد إنتفاضة يناير ذات الملامح الاشتراكية ؛ فهل نكون على مستوى المسئولية ونكون شيوعيون حقاً !! نعم سنكون شيوعيون حقيقيين ولكن علينا بالخطوات التالية :-

النزول للأحياء الشعبية ونشر أفكارنا والإرتباط بالبسطاء والتحلي بالصبر والنفس الطويل .

الوصول للعمال في كل مكان والرقي بوعيهم الطبقي وحثهم على النضال من أجل الاشتراكية وربط السياسي بالاجتماعي من أجل الخلاص من النظام الرأسمالي .

الاهتمام بطلبة الجامعات والمدارس الثانوية وكل التجمعات الشبابية لأنهم الطليعة الثورية ولأنهم إكتشفوا تآمر المجلس العسكري والإخوان وكل الطبقة الرأسمالية على الثورة .

إما الإشتراكية وإما البربرية

 

الحزب الشيوعي الثوري – مصر

اللجنة المركزية





الربيع العربي المزعوم

27 10 2012

دراسة صدرت عن الحزب الشيوعي الثوري يوم 11 اغسطس 2012م

إن شباب الطبقة المتوسطة أبناء البرجوازية الصغيرة قاموا بمظاهرات كبرى نتيجة للثورة العلمية في الإنترنت والإتصالات , خرجوا من أجل الحرية وتدهور الأحوال الإقتصادية , نتيجة هيمنة الرأسمالية الكبرى وسحقها كل الطبقات فخرجوا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد والرشوة والوساطة والمحسوبية , وإنتقلت المظاهرات في كل مكان وكانت قوى اليسار على رأس التظاهرات وكانت كل الشعارات شعارات اليسار “عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية ” والاخوان المسلمين اخذوا قراراً يوم 19 يناير بعدم النزول وكانت المظاهرات في كل مكان وتوجهت للتجمع في ميدان التحرير وتم دخولهم الميدان إلى ان تم إخلائهم بالقوة يوم 25 يناير 2011 الساعة الواحدة بعد ضربهم بالرصاص المطاطي والخرطوش وكذلك قنابل الغاز المسيلة للدموع وتم فض الميدان بالقوة واصر الشباب على مواصلة التظاهرات حتى يسقط النظام الفاسد وكانت جمعة الغضب 28 يناير 2011 وإنطلقت المظاهرات في كل الميادين وانهارت وزارة الداخلية ونزل الجيش إلى الشارع تحت شعار “أنا مع الثورة وسينفذ مطالبها ولن نطلق رصاصة واحدة على شباب الثورة ” وبدأوا في تهريب المساجين وأمروا الإخوان بالنزول وبدأ تحويل الميدان إلى ساحة صلاة وبدأت سرقة الانتفاضة من أصحابها وتمت الصفقة بين الاخوان والعسكر بمباركة الإدارة الامريكية وتحويل مسار الثورة من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية إلى مظاهرات في خدمة المشروع الصهيوامريكي وهو مشروع الشرق الاوسط الجديد أي الهيمنة الأمريكية أكثر وأكثر على المنطقة ومقدراتها ، ولم يكن لديهم سوى الاسلاميين لكي يتحالفوا معهم فهم قوى تابعة وبرجماتية وفي خدمة الرأسمالية العالمية وإضطرت الرأسمالية الكبيرة إلى التضحية برأس النظام (مبارك) بعد دخول العمال على خط الثورة والدعوات للإضراب العام والعصيان المدني وبدأت الكتل العالمية تنادي برحيل مبارك وها قد أبعدوا مبارك وأتوا بكرزاي مصر(مرسي) بعد فترة إنتقالية أدارها العسكر بنفس سياسات نظام مبارك بل إن عدد معتقلي العسكر يفوق عدد معتقلي مبارك الذين حوكموا امام المحاكم العسكرية في ثلاثين عاماً! كل هذا بالإضافة إلى قوانين تقيد الحريات ، تجرم الاضراب والتظاهر وهي قوانين موجهة بالأساس ضد العمال كي لايكون لهم دور في تحديد الخارطة السياسية للبلاد.

وحسمت الصفقة بين العسكر والاخوان بأن يأخذ الاخوان السلطة السياسية ويتركوا للعسكر المكاسب السياسية والاقتصادية والامتيازات الاجتماعية والسياسية التي يتمتعون بها، فإن العسكر يمتلكون حوالي 40% من إقتصاد الوطن المتمثل في شركات الخدمة الوطنية والبترول والمقاولات وغيرها من الشركات الصغيرة التابعة من الباطن بحيث تحول العسكر من حماة تراب الوطن إلى سماسرة يتاجرون في مقدرات الشعب وأصبحوا جزءاً من الرأسمالية الكبيرة التي لن تسمح لها الرأسمالية العالمية التي ترأسها بأن تؤسس إقتصاد وطني مستقل يؤثر على مصالحها في المنطقة.

وكان إستفتاء مارس الكارثي الذي حشدت فيه القوى الإسلامية كل جهودها من أجل إرضاء أسيادهم العسكر والأمريكان لدرجة أنهم هللوا بالنتيجة التي وافقت بأغلبية مشوبة بالمال السياسي والتصويت الطائفي والديني على ترقيعات دستورية صاغها طارق البشري وصبحي صالح الإخوانيين والذين قد أتى بهم المجلس العسكري لإستكمال المسلسل الوهمي في تنفيذ مطالب الانتفاضة وحينما أحست القوى الشبابية والثورية بالمخطط ونزلت ضد العسكرفي 8أبريل و27مايو إلى ميادين الوطن ، كانت تصريحات الإخوان وتوابعهم من الإسلاميين تكفر النزول ضد العسكر وتصف المتظاهريين بأنهم شياطين الإنس وأن تلك الجمعة هي جمعة الوقيعة بين الجيش والشعب.

وكانت الصفقة تقتضي وجود رسمي وشرعي للإسلاميين فسمح إعلان العسكر الدستوري بقيام أحزاب دينية بل وسخروا لها كافة الوسائل الإعلامية والدعائية من وسائل إعلام عربية وغربية تابعة للإمبريالية الأمريكية حشدت في إتجاه وصول الإسلاميين للسلطة لإحتواء الانتفاضة وعدم تحويلها لثورة حقيقية وإستكمال مشروع الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب العربية والمنطقة.

ولم يكن خفياً على أحد إرسال أمريكا أكثر من مسئول رسمي وغير رسمي إلى حزب الإخوان ومكتب إرشادهم للتأكد من أن عهودهم معهم لن تنقض وأنهم سيكونون وكلاء لهم في المنطقة ولم تكتف جماعة الإخوان بذلك بل أرسلت لجنة من حزبها لمقابلة المسئولين وأعضاء الكونجرس بأمريكا للتأكد من أن الإخوان سينفذون مشروع الشرق الأوسط الجديد ولامساس بأمن إسرائيل ومصالحها ولا مساس بمصالح الإمبريالية الأمريكية ونجد من العجب أن تعترف أمريكا بالإخوان في كل من مصر وتونس وسوريا وترفضهم في غزة مع أن حماس هي الذراع العسكري للإخوان في فلسطين المحتلة.

وحينما أحست أمريكا بأن الشباب والقوى التقدمية ترفض المشروع الصهيوأمريكي وتجلت في مظاهرات الرفض أمام السفارة الصهيونية بالقاهرة ورفض علني وصريح للسياسات والمشاريع الإستعمارية الصهيوأمريكية لم تجد أمريكا سوى طمأنة إسرائيل بأن من سيحكم لابد وأن يلتزم بأمن أمريكا وأمن الكيان الصهيوني وقد كان حيث زار جيمي كارتر وهيلاري كلينتون ولم يمر على مصر شهر دون وصول مسئول أو إثنين من كبار القادة والساسة الأمريكان لترتيب الأوضاع السياسية مما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي فوجئت بخروج الانتفاضة في يناير وبما أن حلفائهم من العسكر ليسوا ثواراً وأصبحت مطالبات تسليمهم للسلطة ملحة وأنية ومن كافة الفئات والتيارات الشبابية والثورية ولم تجد دوائر الإستخبارات المركزية الأمريكية سوى الإسلاميين للقيام بهذا الدور لأنه جزء لا يتجزأ من الطبقة الرأسمالية التي تكتسب ثروتها على حساب الفقراء والكادحين، يمتلك خيرت الشاطر وهو الرجل الحديدي في الجماعة أكثر من 70 شركة داخل مصر وحدها وتتحدث تقارير عن وصول رأسماله إلى 12 مليار جنيه بالإضافة إلى حسن مالك ويوسف ندا وأعضاء التنظيم الدولي بالإضافة إلى تدفق الأموال على الجماعة والإسلاميين بسخاء من مشيخات النفط في قطر والسعودية بأوامر أمريكية ولكن ينقلب السحر على الساحر ويكون وصول كرزاي مصر (مرسي) إلى السلطة وتعهده بإجراءات إقتصادية وأجتماعية وهمية تتعارض مع برنامجه الذي قالت عنه الصحف الأمريكية نفسها بأنه أكثر توحشاً وأكثر يمينية من برنامج الحزب الوطني السابق ويعتمد برنامج الإخوان على الإستثمار المباشر من الدول الشرق أسيوية وأمريكا وأوروبا التي تعاني أزمة طاحنة فمثلاً أوروبا تعاني فيها إقتصاديات كل من اليونان التي ستكون خارج الإتحاد الأوروبي في غضون عام ونصف على الأكثر وقبرص وأسبانيا رابع أكبر إقتصاد في أوروبا والبرتغال وأيرلندا وبعد التغيرات في فرنسا والأوضاع الإنجليزية المكبوتة التي أجبرت دول أوروبا على فرض خطط للتقشف رغم الرفض الشعبي الحاشد لتلك الإجراءات التي تعجل بإنهيار النظام الرأسمالي الذي أصبح عبئ على البشرية.

وتعيش أمريكا في الجانب الأخر من العالم أزمة مالية طاحنة منذ أزمة الرهن العقاري في 2008 وحتى الأن بالإضافة إلى إنهاك جيوشها في العراق وأفغانستان تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وإستنفذت الحلول العسكرية .

ولم تعد شرق آسيا كأقتصاديات كانت تنمو بشكل كمبرادوري قادرة على إنقاذ أحد لأنها تعاني منذ فقاعة الإلكترونيات من أزمة مالية هي أيضاً.

ولم يعد أمام مرسي وجماعته سوى منطقة الخليج التي ليس لها من مصلحتها أن تتحسن أوضاع مصر بعد الأنتفاضة كي لا تهدد عروشهم بل أن هناك رفض شبه رسمي إماراتي للإخوان المسلمين وحكمهم وتنظيماتهم الخليجية فمن أين سيأتي مرسي (كرزاي مصر) بالأموال اللازمة لتمويل مشروعه؟ّ!

ولم تجد أمريكا أمامها سوى البحث عن وكلاء لهم وكان تحالفهم المفضوح مع تركيا والأردن وبعض القوى اللبنانية العميلة من أجل إحتلال آخر معاقل المقاومة لمصالحهم وهي سوريا الحبيبة وعلى مدار عام ونصف من الأزمة السورية التي لا ننكر بأن الشعب السوري له مطالب مشروعة في التغيير نحو الحرية والعدالة الإجتماعية التي حاد عنها نظام بشار الأسد بل إن هؤلاء قد إستغلوا تلك المطالب وقاموا بالحشد وشراء العملاء بين سوريين وأتراك وعرب مصريين وأردنيين وتوانسة وليبين بحجة أن سوريا هي بوابتكم إلى الجنة بالإضافة إلى المرتزقة الأجانب الذين تدربهم وتسلحهم وتشرف باستخباراتها على عملياتهم القذرة من نهب وقتل وتدمير وتفجير وإغتيالات ونجد في قلب تلك الصورة العفنة المليئة بالقذارة والخسة وسائل الإعلام العربية والعالمية التابعة تبين الوضع في سوريا وكأن الجيش العربي السوري هو جيش إحتلال والمرتزقة ومليشياتهم هم جيش من الأحرار الثوريين بل إنها قد أعطته اسم ( الجيش السوري الحر ) وما هم إلا عملاء ومرتزقة ولكن خابت أمال القوى الإمبريالية وفشلت رهاناتهم بعد الفيتو الثالث لروسيا والصين ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في محنته وإنحياز الجيش العربي السوري للوطن سورية بعد إغتيال قادته ولم يجد هؤلاء العملاء سوى المناداة بالأوهام التي يصدرونها للشعوب وهم بعيدون كل البعد عنها ألا وهو التدخل الأجنبي من أجل حماية حقوق الإنسان وكأنهم لا يرون ما يحدث في البحرين وشرق جزيرة العرب في مملكة آل سعود في المناطق المهمشة في الشرق من مملكة آل سعود.

ولو كانوا هؤلاء صادقين لأدانوا القمع المتعمد لقوى الثورة الشعبية البحرينية وكذلك قمع وإعتقال الشعب في مملكة آل سعود التي بعثت بقوات إحتلال إلى البحرين تحت سمع وبصر العالم أجمع.

ولقد أفرزت الأزمة السورية وضعاً سياسياً عالمياً جديداً بحيث لم يعد أحادي القطب بل أصبح متعدد الأقطاب وإن كان في بدايات تشكله إلا إن المحور الروسي الصيني قد بين كثيراً مما يقول ووقوفه التدخل الأجنبي الإستعماري في سورية التي تؤكد أن لاحل للأزمة فيها سوى الحوار داخل دمشق والمصالحة الوطنية الشاملة وليس الصفقات في أوكار العملاء ومكاتب الإستخبارات الغربية.

ولا يزال الشعب التونسي يكمل ما بدأه في ديسمبر 2010 ويناير 2011 وقد صرح رئيس الدولة بأن إحتمالات فيام ثورة ثانية قوية وذلك نظراً لأن المطالب الإجتماعية لم تنفذ إلى الأن ومازالت حركات الإحتجاجات سواء الشبابية أو العمالية على قدم وساق ولن تصمت حتى زوال نظام النهضة إلى مزبلة التاريخ.

وبعد تدخل الناتو كقوة إستعمارية في ليبيا وسارعت الإمبريالية للإستفادة من عقود إعادة الإعمار بعد سيطرة مليشياتها الإسلامية والمرتزقة على الوضع، رفض الشعب الليبي سيطرة القوى الإسلامية وفازت القوى المدنية بالإنتخابات وأصبح الشعب الليبي بعد قرون من عدم الممارسة السياسية ؟أكثر وعياً بما رآه من مآسي سيطرة الإسلاميين على مقاليد السلطة في مصر وتونس.

وقد أتضح للعيان ما كنا نقوله عن تركيا ودورها التابع والوكيل للإستعمار العالمي ليس بعيداً عن كونها إحدى خدام الامبريالية في المنطقة وقد تجلى ذلك في فتح حدودها على مصراعيها للمسلحين والمرتزقة الذين يدفع لهم أسيادهم من الغرب للدخول إلى الأراضي السورية بل وإمدادهم بالدعم المادي واللوجستي وإعطاء لنفسها الحق في أن تبكي على الشعب السوري الذي يعاني مما قد إقترفته أيديهم من تسليح ودعم مالي ولوجستي ويروج الإستعمار وأعوانه وتوابعهم المتأسلمين النظام التركي وأردوغان على أنه حلم ومشروع الديمقراطية ولكنه مشروع عثماني تابع للإمبريالية والإستعمار ولإستكمال الهيمنة وتوزيع الأدوار بالوكالة.

ويتناسى أردوغان الذي يطالب بالحرية المزعومة للمليشيات العميلة ما يفعله جيشه الفاشي تجاه المواطنين الأكراد الذين كل ذنبهم أنهم أكراد ليس إلا وتقوم مليشياته النظامية بين الحين والأخر بقصف وإحتلال لقرى كردية وتشريد وقتل وترويع أهلها فهل هذا النظام هو نظام ديمقراطي أم فاشي؟! ويبين هذا كل أوهام من هللوا لإستقبال أردوغان وكأنه الخليفة المنتظر لتحرير البشرية وكانت صدمتهم حين قال أردوغان بأن علمانية تركيا وليس أسلمة أردوغان هي ما أدى بتركيا إلى هذا الوضع الذي يريده الإسلاميون والذي هو من وجهة نظرههم (أي الإسلاميين) يرونه الحلم الإسلامي النهضوي المنشود.

إن الحزب الشيوعي الثوري يرى أن إنتفاضات الربيع العربي هي إنتفاضات قامت بالأساس من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية ولكن يتم إحتواءها وتحويلها لإنتفاضات تخدم المشروع الصهيوأمريكي ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يضمن أمن الكيان الصهيويني ويضمن الهيمنة الأمريكية على مقدرات المنطقة وتم تغيير قادة عملاء للغرب بقادة عملاء وتنظيمات عميلة أخرى في ثوب جديد وهو ثوب ديني يدعي أنه وطني وثوري ولكن تقف سوريا الحبيبة مدعومة من قوى الصداقة الروسية والصينية واللاتينية شوكة في ظهر المشروع .

إن الحزب الشيوعي الثوري يرى في كرزاي مصر (مرسي) وجماعته وحزبه (عشيرته) إمتداد للنظام السابق ولن يقدموا حلولاً إقتصادية وإجتماعية حقيقية للأزمات الطاحنة من فقر وجهل وبطالة وعنوسة وأمراض مزمنة بل إنه يتعامل مع الدولة المصرية وكأنها جمعية خيرية ويطالب المواطنين بأداء الدور التنفيذي وكل ذلك ليداري على سياسات التقشف التي بدأ يتبعها بأن تحصل وزاراته إجبارياً رسوماً للنظافة على فاتورة الكهرباء ويطالب المستهلك بأن يقوم برفع القمامة من الشوارع، فأين الحقوق وأين الدولة ؟! وهل هذا سوى نصب علني بإسم الوطن وأليس هذا هو تقشف من أجل توفير نفقاتهم الخيالية وإعتماداتهم المالية وإمتيازاتهم الإجتماعية .

وختاماً نؤكد على أن النظام الأن في مصر لم يتغير فهو نظام رأسمالي ريعي قائم على إفقار الفقراء وإغناء الأغنياء ومرسي ومشروعه جزء لا يتجزأ من هذا النظام.

ويرى الحزب الشيوعي الثوري أن الحل في تكاتف أبناء الشعب المصري والقوى اليسارية والتقدمية من أجل القيام بثورة اشتراكية.

الاشتراكية هي الحل

الحزب الشيوعي الثوري – مصر